قال وزير المالية الســوري محمد أبازيد، في تصريحات للجزيرة مطلع الأسبوع، إن الحكومة ستزيد رواتب العديد من موظفي القطاع العام 400% الشهر المقبل بعد استكمال إعادة الهيكلة الإدارية للوزارات لتعزيز الكفاءة والمساءلة.
وقدر أبازيد كلفة زيادة الرواتب بما يربو على 1.65 تريليون ليرة سورية (127 مليون دولار) وستُمول من خزانة الدولة الحالية، ومساعدات إقليمية واستثمارات جديدة، ومن خلال الجهود الرامية إلى فك تجميد الأصول الســ,,ـورية الموجودة حاليا بالخارج.
وتقول الموظفة في المصرف التجاري هنادي ديوب (41 عاما)، إنها سعيدة بهذه الزيادة لأنها جاءت في وقتها كون كل الموظفين بحاجة إليها؛ فالراتب، على ما هو عليه اليوم (نحو 20 دولارا)، غير كاف أبدا لتغطية الاحتياجات الأساسية والضرورية لمعظم الســ,,ـوريين.
وتضيف لـ (الجزيرة نت): “إن تم صرف هذه الزيادة فسنصبح قادرين على تلبية احتياجاتنا الأساسية على الأقل، سواء أكان تأمين المحروقات التي انخفضت أسعارها اليوم، أو تأمين تكاليف العلاج للمرضى. وصحيح أن الزيادة لن تغطي كل شيء لكن من المحتمل أن تتحسن الأمور، والزيادة الحالية جيدة كخطوة أولى”.
زيادة رواتب وانخفاض أسعار
من جهته، يقول طارق بارودي، موظف في مرآب محافظة دمشق، إن الزيادة مهما بلغ قدرها فإنها ستكون “حتما أفضل من الوضع السابق”، لكن في الوقت نفسه فإن الزيادة بنسبة 400% لن تكون كافية لتغطية كل الاحتياجات ما لم تنخفض الأسعار بشكل أكبر خاصة الخبز والغاز.
ويتابع الرجل الخمسيني في حديث لـ(الجزيرة نت): “أسرتي تحتاج 3 ملايين ليرة (256 دولارا) شهريا بالحد الأدنى لمصاريف المعيشة، هذا ولم نحسب بعد إيجار المنزل، والطــ,,ـوارئ الصحية، وما نحتاجه من محــ,,ـروقات للتدفئة في ظل انقطاع الكهرباء”.
ويضيف: “بالمجمل فإن الراتب السابق لم يكن يسد إلا إيجار الشــ,,ـقة، حتى وأني كنت أضطر إلى دفع 15 ألف ليرة إضافية على راتبي البالغ 330 ألفا لأدفع إيجار الشــ,,ـقة البالغ 345 ألفا (30 دولارا)، ولتأمين ما تبقى من الاحتياجات كنت ألجأ للعمل في دوام مسائي بعد انتهاء دوامي الرسمي”.
وتشهد أسعار السلع الأساسية والبضائع في أسواق دمشق وريفها انخفاضا ملحوظا بالتوازي مع تحسن قيمة الليرة الســ,,ـورية أمام الدولار والذي بلغ سعر صرفه، أمس الثلاثاء، 11 ألفا و500 ليرة للدولار الواحد بدلا من 17 ألفا في 7 ديسمبر/كانون الأول الماضي، أي قبل يوم واحد من سقوط النظام السابق.
وسجّل سعر كيلو السكر، على سبيل المثال، 8 آلاف و500 ليرة بدلا من 18 ألفا الشهر الماضي، في حين بلغ سعر كيلو الأرز 18 ألفا بدلا من 30 ألفا، بينما بلغ سعر لتر الزيت النباتي 18 ألفا بدلا من 27 ألفا قبيل سقوط النظام الســ,,ـوري الشهر الماضي.
وانسحب هذا الانخفاض في الأسعار، كذلك، على الخضروات التي سجلت أسعارها تراجعا كبيرا بلغ معه سعر كيلو البطاطا 3 آلاف ليرة بدلا من 12 ألفا، وسعر الطماطم 8 آلاف بدلا من 14 ألفا في مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وفي وقت ارتفع فيه سعر بعض المواد الأساسية، مثل ربطة الخبز التي ارتفع سعرها من ألف ليرة في مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي إلى 4 آلاف ليرة اليوم، وجرة الغاز المنزلي التي كانت تبلغ 28 ألف ليرة (دولارين) وأصبح ثمنها اليوم 215 ألفا (18 دولارا)
DAMASCUSMS
تعليقات
إرسال تعليق